تحية وفاء لصاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم (1920-2012)، في الذكرى الخامسة لانتقاله إلى الرفيق الأعلى 

الكتابة عن الكبار من أمثال غبطة البطريرك هزيم، توازي الكتابة عن الوطن. فمن حسن حظ الأمة والكنيسة أن قيض الله لهما رجلاً مفكراً، استطاع بجلاء حكمته وعمق رؤيته أن يرسم طريق السلامة لأهله في الكنيسة وفي الوطن. لم يكن غبطته لاهوتياً معتدلاً ولامعاً فحسب، بل فيلسوفاً ومتصوفاً وبنَّاءّ إصلاحياً. آمن بالعلم هدفاً وبالعمل ضرورة وبالتنظيم حياة وبالبناء مستقبلاً وأماناً. أما أكثر ما يمتاز به إرثه الفكري والفلسفي واللغوي واللاهوتي، فهو الحضور الطاغي للإنسان فيه. فإذا كان الإيمان بالله هو المتن في جميع كتبه وأقواله، فالإنسانُ دفتُها. إذ لا معنى للقيم ولا وجود لها، كما كان يقول غبطته، من غير إنسان يمارسُها ويرسخُ مفاهيمَها. وهذا ما دعاه إلى الاهتمام بثالوث التنوير: الإنسان، والعلم، . فسعى إلى إنشاء المدارس، من أجل بناء إنسان معافى من الجهل ومجتمع متجدد متحضر. وعمل بعزيمة المجاهدين وصبر الزهاد، على تحويل دير سيدة البلمند المهجور إلى جامعة تُعدُ من أرقى وأهم الجامعات في لبنان والمنطقة
تحلى غبطته بموضوعية، أبعدته عن التطرف. وبصدقٍ مع نفسه وعقيدته، شجعه على التحدث مع المختلفين عنه في الدين. لا ليلفتهم عن دينهم، بل ليتعرف إليهم إنسانياً وفكرياً. فحمل في وجدانه وقلمه ولسانه، الدعوةَ إلى الحوار ونبذ التعصب. ودعا إلى ندوات ولقاءات ومؤتمرات تناولت الحوار الإسلامي المسيحي ومسائل العيش المشترك، رغبة في تنقية الذاكرة الإسلامية والمسيحية من ترهات وأفكار امسيئة ومغلوطة. فاكتسب بذلك، لقب (بطريرك الحوار).  
وتعبيراً عن إيمانه بالكنيسة الأرثوذكسية العربية التي هي من الشعب ومن صميم حياته، وعن وعيه بالمشترك المتعدد الوجوه بين المسلمين والمسيحيين، بادر غبطته في العام 2003، بموقف غير مسبوق من أي رجل دين في أي دين، إلى إيفادي أنا المسلمة إلى جنيف للمشاركة عن الكنيسة في المؤتمر العالمي للحوار الإسلامي-المسيحي الذي انعقد بدعوة من المجلس العالمي للكنائس. 
*** 
آلم غبطته ما حدث في سورية، وأغضبه نزيفُ الدماء ودمارُ البيوت ونزوحُ الأهالي ولجوؤهم إلى دول الجوار. فتضرع في صلواته إلى الله، ليمنح الوطن الاستقرار والأمان، ويصبح خالياً من الظلم والقتل والسرقة والفساد. عرفت مشاعره هذه وأحسستها، من خلال هواتفي المتواصلة معه في أثناء وجودي خارج الوطن. في آخر هاتف لي معه قبل وفاته بأسبوع، أخبرته بقلقي من إشاعة ظالمة سرت بين المسيحيين بأن المسلمين سيعملون على تهجيرهم من الوطن. ورجوته أن يطمئنهم ويخفف من توجسهم، فهم نبت الأرض وليسوا جالية أو أقلية طارئة على المجتمع السوري. فأكد لي بأنه لا يتوقف عن التنبيه إلى ذلك، في أحاديثه وعظاته. 
***  
إنّ كل ما يمكن أن يُكتب أو يُقال عنك يا صاحب الغبطة، يبقى مجرد قطرات من بحر معارفك وفضاء إنسانيتك وسحر تواضعك وطهر تقشفك وصدق محبتك وشجاعة حكمتك  
سلام الله عليك يا سيدي، يوم ولدتَّ ويوم متَّ ويوم تبعث حياً.

الأديبة السورية جمانة طه

السنة الخامسة

هاهي السنة الخامسة تعبُر ولكننا تعودنا في الليتورجيا أننا بالذكرى نحيا واقعٌ له علاقةٌ كيانيةٌ في حياتنا، نعم المثلث الرحمة البطريرك أغناطيوس الرابع، ليس هو ذكرى إنه واقعٌ، واقعٌ بانجازاته، واقعٌ بفكره، واقعٌ بظله الذي يستشعره كل من رافقه أو عاشره أو التقاه

البطريرك أغناطيوس أبعدُ من ذكرى وبعدُ مكانيٌ، فأمثاله لايموتون كما القديسون لأنهم عرفوا الموت بالمعمودية وعاشوا القيامة بالفعل لابالكلام: "..القياميون الذين يؤمنون بالقيامة المجيدة يرتضون العيش لا لمجرد متعةٍ أو لهوٍ بل لغد آت مطلّ بوجه لاتغطّيه ظلمة القبر، وجه كل مافيه ينطق ويقول: لسنا للموت إنما للحياة، لسنا للحفرة بل لآفاق الله الواسعة، لسنا لضيق أو ضائقة بل لسعة وفرج عظيم". هكذا كانت حياته كلُها قيامية ومرتكزة على الأمل والرجاء: "لقد اخترقت محبة الله التاريخ في الموت والقيامة أي عَبر "الفصح" كعبور من القلق الى الثقة ومن القتل الى الرحمة". بهذه الروحية واجه تحدي الحياة، مواجهة النور للظلمة، ومواجهة الرجاء لليأس. وهنا أذكر قول صديقه المطران جورج خضر له في المستشفى بمرضته الأخيرة: "إن سيرة حياتك كسيرة القديسين لما تَحملتَه من مشاقٍ وتحديات 

البطريرك أغناطيوس كان تجسُّدياً واللاهوت عنده يكمُن في خدمة الإنسان الذي يحمل الوجه الإلهي:" اللاهوتي الحقيقي لايكتفي بمطالعة الكتب. ليس صدفةً أن الله لم يكتبْ كتباً: الله يكتبُ إنجيله إنجيلُ الحب والمصالحة على وجه كل إنسان. لذا اللاهوتي الحقيقي يعرف كيف يقرأ وجه الإنسان ويدرسَه، ويكتشف الله فيه، الله الذي يكشف عن نفسه في هذا الوجه. أذهب أكثر من ذلك لأقول إن الهيكلية الكنسية مدعوة لتتجه نحو ملاقاة الآخرين ومحاورتهم

اللاهوت لابل كل المعرفة، وهو كان على ثقافة رفيعة جداً، بالنسبة اليه ليست لإبراز الذات وتغذية الأنا إنما لخدمة الكلمة الإلهية وإيصالها الى الناس، فأتت مجالسه كلها عن الكنيسة وتجسيدها في خدمة الإنسان ليلتمس بها السماء. " أفكر دائماً فيما لو كنا قادرين على استنباط لغة تجمع الذكاء الغربي والقلب الشرقي فنستطيع بذلك أن نتواصل حقيقة بكلمة حيّة مع أناس اليوم".   

البطريرك أغناطيوس لم يعش يوما لذاته فيقول: " أنا إنسان يريد أن يكون غاية في البساطة والوضوح، وأريد قبل كل شيء أن أكون في خدمة كنيسته وفي خدمة الإنسانية من دون أي تحفظ". لقد كان راهباً حقيقياً لا يطلب ما لذاته إنما طاعة الكلمة "الكنيسة" وزاهداً في كل شيء فحقق عدم القنية، وهنا أذكر حديثاً معه وكان معروفاً بأن كل مايُهداه يَهديه فكنا نقول: "نيالو من يدخل اليه بعد أن يُهدى" قلت له بعتب وتمنٍ: " ياسيدنا لاتوزع ماتُهدى مباشرة احتفظ بها واهدِها فيما بعد وأن تحتاج الى أن تهدي" أجابني: " ما لستَ بحاجة اليه يستعبدُك ويُشغِّلُك به". وكان عندما نملأ برّاده ينادينا ويأنبَنا ويأمر بتفريغه وإبقاء مايحتاجه فقط، ويقول لنا أنا دائماً أنطلق من السؤال عن غاية الأشياء، فكل ماهو ليس له غاية لاأحتفظ به فأترك ماأحتاجه للطعام فقط وماهو زائد لا يجب أن يبقى، والإنسان يأكل حاجته فقط وإن لبس لايلبس أكثر من قميص وهكذا كان يفكر.

 أنه كبير من كبارنا فليكن ذكره مؤبداً 

† المطران غطاس هزيم 

"البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم، بساطة وشموخ كبار الشرق"

مقالتي اليوم في منبر النهار اتناول فيها سمات هذا الكبير وسيرته ومزاياه بالذكرى الخامسة لرقاده ... كما اتناول مشهدية ومعضلات الكنيسة الارثوذكسية الجامعة والامراض التي تفتك بها من مرض التنافسية،  مروررا بمرض حب الظهور، ومرض حب الاولية ومرض الجنوح نحو المؤسساتية ومناهج الحوكمة الدهرية.   

"كتب سيادة المطران غطّاس هَزيم الصديق العزيز، متروبوليت بغداد وتوابعها للروم الأرثوذكس عن غياب المثلث الرحمات البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم في الخامس من كانون الأول 2012: "ها هي السنة الخامسة تعبُر ولكننا تعودنا في الليتورجيا أننا بالذكرى نحيا واقعٌ له علاقةٌ كيانيّةٌ في حياتنا، نعم المثلث الرحمة البطريرك أغناطيوس الرابع، ليس هو ذكرى إنه واقعٌ، واقعٌ بإنجازاته، واقعٌ بفكره، واقعٌ بظله الذي يستشعره كل من رافقه أو عاشره أو التقاه". خَمسَةٌ مَرَّت. مُنذُ ان رَحَلتَ يا سيِّدي. بِصمتٍ وهُدوء. صمتُ الكبار، أنتَ العِملاقُ الأنطاكيُّ الجليلُ، ابن محرّده الأبيّة، الصَقرُ المُحلِّقُ في الفضاء الكنسي بشموخٍ وبساطة. عِندَ رُقادِك كتبتُ في جريدة النهار أنه لديك سِمَةٌ كُبرى وثلاثُ مِيزات، تجعلك من كبار هذا الشرق. أما السِمَة فهي الذكاء في التموضع على اصالة في التقليد والرؤيا. فتوثبك كان دائماً نحو المستقبل، يَنطلِقُ دائماً من ارضِ الواقع، من عُمقِ الرؤيا ورَحَم التقليد، قارئاً لما يَطلُبُه الربُّ مِنكَ، الآنَ وهُنا، ليس كعبدٍ او كأجير بل كابنٍ فاعلٍ في حقلِ الربّ. اما المِيزات الثلاث التي كانت لك فهي الشموخ في الحضور، والعمق في الرؤيا والبساطة في الحضرة. تردَّدت كثيرا لشامُنا لملُاقاتِك حيث أنت تَدَمشَقتَ، مُتربِّعا بهيبةٍ وبساطةٍ واستقامة فيها على عرشِ مدينة الله أنطاكية العُظمى. تَكلّمنا هاتفيّاً سويَّة آخر مرَّة، اسبُوعين قبل الساعة، ساعة عَودتك الى بيت الآب ومُلاقاتِك لوجه الوجوه. لا زلتُ اذكرُ اتصالكَ من بيروت، لتهنئتي في باريس بوسام الاستحقاق الفرنسي الكبير من رتبة فارس، وذكَّرتني حينها أنه وإن كانت هذه الفروسيّة هي مِيداليّة اعتراف بعطاءاتي الكنسية الأرثوذكسية الإنطاكية من قِبَل المُجتمع المَدنيّ الفرنسيّ، فهي قائمة على الفروسيّة الوحيدة التي تَهُمُّنا نحنُ أبناءُ الإيمان، فروسيّة الرب يسوع المسيح، ربَّنا وإلهَنا. كم مِن مرَّة تكلّمنا سويّة في دمشق أو في بيروت، عن تحديّات َ كنيسة انطاكية العُظمى، العظيمة بنبويَّتها وبإنسانها وايمانها، وليس بحِجارَتِها. كم كُنتَ بَعيداً، يا سيِّدي، عن همّ الحَجَر وإعلاء شأنه، وكم كُنتَ قريباً من همّ البشر واعلاءِ شأنهم. كنت قارئاً للتحديّات الانطاكية بعيون تراكُم السنين والخبرات. ببساطة وتمييز. كنت دائماً تُحذِّر من أن تحوّلات عالم اليوم تُريد ان تَمحُو ذاكرَتُنا وماهيّتُنا واستبدالها بذاكرة جديدة بديلة تَجعلُنا اشباهاً لأشباه، لا أشخاصاً بالمسيح يسوع، يتَّحِدون ويَتمَايزون على مثال الثالوث الأقدس. كنت تردِّدُ لنا دائماً أن هَرَميّة الثالوث هي هرميّة مَحبّة وخِدمة للوحدة في التنوع، بينما هَرَميّات العالم هي هَرَميّات سُلطة ومَصلحة ونُفوذ. كنت تتكلم عن أخطار عالم اليوم الذي يَضرِبُ نورانيّة الشَخص، المُنفتح والمُتقبِّل للآخر، الذي على قول أشعياء النبي يتألّمُ مع المُتألمين، يَحزنُ مع الحَزانى، يُواسي المَفجوعين، يَفرحُ مع الفَرِحين، يَنصُر الحق ويُعين الفقير وكنت تخشى أن يُستبدَل هذا النور بظلاميّة الفرد، المُنغلِق على ذاته، الذي يُعلّي مصلحته على كل المصالح. كم كنت تخشى أن يدخل هذا المَنحى إلى كينونة الكنيسة. عِصاميٌّ مُستقيمٌ، كنت يا سيّدي. كُنتَ عنواناً للهدوء والحكمة والزهد والتنُسكِ المُترفِّع عن الماديات. رَهبنتُكَ كانت في وسط الشعب، إماماً له، مُرافقاً له، رَاعياً، مُدبِّراً، مُؤدباً، مُحباً، مُعلِّماً، ومُنبها. لم تكن تحب لغة النُخبة فليس في الكنيسة طبقة مُعَلِّمة وطبقة مُعَلَّمَة بل مواهبٌ مُتعدِّدة الأشكال يُحيها الروح. الاشكال والاحتفاليّات والمقامات مهما علا شأنها لم تكن مُهمَّة لديك. كنت تَمُرّ عليها مُنتقِداً مَظهريَّتها ومشهديَّتُها وأشكالها مُحذِّراً المُنشغلين فيها بقول الإنجيل "مرتا، مرتا، إنك مُنشغِلة في امورٍ كثيرة وامّا الحاجة الى واحد". واين اليوم كل المُنشغلين في الاحتفاليّات الكنسيّة على أنواعها، مِئَويَّة سنة من هنا، خمسون من هناك وهَلُمَّ جرّ، وما أكثرها في مشهدية كنيسة عالم اليوم في كل الكنائس الأرثوذكسية وفي كل الأبرشيات، مِن هذا الواحِد، الحاجة الماسَّة الضرورية التكوينيّة لحياتنا وديمومتنا ككنيسة. الكنيسة الأرثوذكسيّة الجامعة أمست يا سيدي كنائس وبطريركيّات، وفي البطريركيّات، أبرشيّات، وفي الأبرشيات، رعايا، وفي الرعايا أفراد ... وكلها تنافس وتتناحر وتتسابق في تنظيم الاحتفاليّات على أنواعها والعيش في متحفيّة الماضي بينما المطلوب منها كلها اقتحام عالم اليوم ويوم كل عالم براديكالية الإنجيل ونصرة الحق والفقير، الفقير بالروح وكل فقير. مَرَضَت يا سيدي الكنيسة الأرثوذكسية الجمعاء بمرض التنافسيّة التي تضرب التكامليّة الكنسية التي تجعلنا أعضاءً في جسدٍ واحدٍ على قول بولس الرسول. مَرَضَت الكنيسة يا سيدي، بحبّ الظهور الذي يُنمّي منطق الحرف على فعل الروح. مَرَضَت الكنيسة يا سيدي، بحب الأوَّليّة على حساب وداعة الخدمة القائمة على قول السيد أنه على كل أوَّل فيكم أن يكون للجميع خادماً. مرضت الكنيسة الجامعة يا سيدي، فحَوكمَتها بدل أن ترفع حوكمة دهريّة هذا العالم من الأرضياّت إلى السماويّات، ها هي حوكمة العالم تجنح بها من السماويّات إلى الأرضيّات وأمست الكنيسة الجامعة، مؤسَّسَة تُنافِس الدول وتُقلدها في اقامة الاحتفاليّات الكبرى تنظيما وترتيبا وإدارة بينما كثير من فقراؤها وغير الفقراء بالروح والمادة، يبقون على حافة الطريق في عالم اليوم المُتحوِّل والمُضطرب. مشهدية الكنيسة الأرثوذكسية الجَامعة اليوم يا سيدي نأت بنفسها عن أقوال أشعياء النبي الروحيّة التنبيهيّة حول الصوم ومُهمَّة الكنيسة في عالم اليوم ويوم كل عالم. فسُفُنها المُشرَعَة لا تُبحِر ورياح الروح لا تنفُخ فيها لتُبحِر في بحر عالم اليوم في رحلة الصعود إلى السيد. الكنيسة يا سيدي نسيت تراتبيّة المُهمّ والأهَمّ، تماماً كمرتا المُضطربة بأمورٍ كثيرةٍ بينما الحاجة إلى واحد. فهل من أشعياء جديد ليُنبِّهَها أن الأهمّ يسبق المُهمّ تراتُبيّةً لكي عندها ينطبق علينا قول الرب في أشعياء النبي: "عندها َيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ، وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا

المحامي كارول سابا- جريدة النهار

بطريرك السلام 

القصيدة التي ودع بها الشاعر مفيد نبزو صاحب الغبطة ، وابن محردة البار البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المنتقل عنا إلى الملكوت السماوي. 

 

أغناطيوس في الأحرف الأولى من هذه القصيدة : 

أمست ِ الروح ُ شعلة ً سرمدية وأضاءت مجاهل الأزلية 

غبتَ عنا وأنت فينا حبيب ٌ بطريرك اللاهوت والوطنية 

نم هنيئا ً يا بطريرك الأماني ورجاء السلام للبشرية 

انتقال ٌ من بعد عمر ٍ مديد ٍ عشت َ للدين جوهر القدسية 

طيبا ً كنتَ والأمين َ المرجَّى يا رسول الكنيسة المشرقية 

يا هزيم الإيمان هذي (( محرده )) فقدتْ فيك حكمة العبقرية 

ساهرا ً كنتَ والرسالة أسمى فانعم ِ اليومَ في سما الأبدية 

مفيد نبزو – محردة 

البطريرك إغناطيوس الرابع وبعد خمس سنوات من الغياب 
 

قبل وفاته بأسبوعين، كانت غرفة البطريرك إغناطيوس الرابع في مستشفى القديس جاورجيوس في بيروت محجتي وكان يتهيّأ للتحرر من وطأة الوعكة الصحيّة ليعود إلى نشاطه بعد فترة من النقاهة. جلست في حضرته وقد ذهبت لعيادته، فدامت الزيارة ساعتين كان الحديث فيها هادئًا مشحونًا بطاقات الوداعة ولطافات المحبة وطريَّا بنسائم الأبوّة الصادقة التي لقيتها فيه. كلّما هممت بالخروج كان الراحل الكبير يستبقيني للكلام والاستمرار في الزيارة. ذلك أنّه مضىت حقبة من الزمن طويلة لم نلتق فكان هذا اللقاء بمثابة تعويض عن تقصيري تجاهه وما كنت أدري أنه سيكون الأخير وسيصمت إلى الأبد في حمأة اللجج الصاخبة والتبدلات الصارخة، ليس على الصعيد السياسيّ بل على الأصعدة الكيانيّة هنا وثمّة. 
لم يكن اللقاء بمضمونه اعتياديًّا، والبطريرك إغناطيوس في الأساس قامة فكريّة وهامة ثقافية يؤمن بهذا المشرق إيمانًا صارخًا وينطق بالجذور وقد اعتبر غير مرّة بأن القدس وهي تهوّد الآن معراجنا إلى السماء، لبنان وسوريا وفلسطين ثلاثة أقانيم تحيا في برّ الله وسلامه وجزء من فكره وقد جعل الوليد الإلهي هذا المدى جسده ليس بالمعنى المجازيّ بل الكيانيّ. في هذا اللقاء أضاء بفكره النيّر وهدوئه المتّزن على المسألة السورية بأسرها والمسألة اللبنانية غير معصومة عنها. غسل الأرض الرماديّة بصراحته وموضوعيّته لتصير بلوريّة شفافة، وقال بالحرف الواحد: "ليس الهدف من هذه الحرب إسقاط بشار الأسد الهدف إسقاط سوريا، المؤامرة كبيرة جدًّا هي تنتمي إلى سياق واحد، سياق كتبته إسرائيل بحقد كبير تساندها بعض الأنظمة العربية، وعلى النخب الفكريّة والسياسيّة الراقية التصدّي لها لأنها غير محصورة بسوريا بل في سوريا والعراق ولبنان ومتى تمّ تحطيم هذا المثلّث الحيويّ ستنسى الأمم فلسطين وتضيع بل تذوب ذوبانًا كاملاً ويكون الأردن في خطر شديد". وأردف قائلاً لا تصدّق بأنّ بشار الأسد مجرم أنا أعرفه منذ يفاعته هذا رب أسرة وأولاده صغار وزوجته أسمى من عائلة عريقة راقية وهي سيدة راقية ورقيقة هذا إنسان لا يقتل وكل ما قيل عنه وسيق من اتهامات كلام فارغ و"حكي عجيان"... على الإعلام أن يكون واقعيًّا وصادقًا في الوصف وعلى الإعلاميين أن يشهدوا للحق، ما نحن عليه يتطلب المزيد من الوعي والفهم حتى نتصدى بقوة لهذه المؤامرة اللعينة، والمسلمون المستنيرون مطالبون بقمع من يحرّف الإسلام السمح ويقوده إلى خارج تراثه الصحيح..." وقد أوصاني بلغته المعهودة: "خلليك رجال وما تطلّع لورا خللي عينيك لقدام للمستقبل، يللي مضى مضى مناخد منو عبر، عليك إنك تشهد للحق بكل كلمة وحافظ على نفسك بلا لوم ولا عيب وعلى عيلتك بحنان ورعاية طيبة ما في شي بيبقى إلاّ العيلة المتماسكة، العيلة المتماسكة أساس الكنيسة أساس لبقاء المسيحية واستمرار القيم".  
ودعته في نهاية اللقاء وقد استذكرنا فيه محطات شخصيّة وعائليّة، كان يحبّ عائلتي وبعض أفرادها كعمي سامي كانوا رفقاء دربه منذ ايام الجامعة الأميركيّة في بيروت، استذكر كيف أنه وشلّة من أترابه في ذلك الحين ومن بينهم رفيق عمره غسان تويني وسامي عبيد (كبير جراحي الجامعة الأميركية في حقبة السبعينات والثمانينات حتى تقاعد) وسليم سلام وغفرئيل صليبي (المطران لاحقًا) كانوا يلتقون معًا، والدكتور شارل مالك كان أستاذهم ومرشدهم، فيما هو كان يعلمهم أصول اللغة العربية، واستذكر كل أصدقائه من العائلة وصولاً لوالدي أطال الله بعمره وقد اعتبره مرجعًا في الأخلاق والقيم والأدب والفكر... وأوصاني من جديد أن أكمّل هذا التراث لأنه أصيل وضارب جذوره في أعماق سوريا ولبنان. 
واليوم وبعد خمس سنوات على غيابه، أشعر بوطأة تلك الكلمات ودقتها ومسؤوليتها. إغناطيوس الرابع المتواضع بالروح والقلب، قامة من نور، عظيم في المحبة والرؤى، خزّان للمعرفة والقيم، وعاء للإيمان الصادق والأصيل، في لحظات الألم زرع فينا الأمل، وفي زمن المحن استمددنا منه المنطق والهدى، وفي مرحلة الفوضى السياسيّة والطائفيّة كان يعقلن الرؤى ويشدّها إلى الصواب والانتظام.  
كان عنيدًا في الدفاع عن الكرامة البشريّة والروحيّة، ويؤمن بحق الاختلاف، يسمع النقد ويوليه اهتمامًا فائقًا، يعرف كيف يحضن وهو ملمّ بفكفكة العقد ضمن الكنيسة. آمن بالعلم والمعرفة فكان البلمند وليد رؤيته، والمعرفة عنده سقراطية تنطلق من الذات، وهي قرينة للحرية. وأستذكر بأنه سنة 1993 حضرت القداس الإلهي برئاسته في دير القديس جاورجيوس الحميراء في قرية المشتاية وادي النصارى، طلب مني غبطته أن ابقى بعد القداس لأنه سيستقبل وفدًا من مجلس الكنائس العالميّ، وفي معرض الكلام معهم، اشار غبطته إلى أن مدرسة عريقة نمت في رحاب الدير وإغلاقها على عهد البطريرك ألكسندروس طحان كان خطأ كبيرًا لأن هذا الوادي يحتاج للمعرفة ومتعطش لها وفيه أطباء ومفكرون وأدباء وقد اضطر هؤلاء إلى السفر إلى بيروت وسوق الغرب والكورة لتحصيل علومهم، وأردف قائلاً لقد قررت تأسيس جامعة في جوار دير البلمند في الكورة لأنني مؤمن إيمانًا شديدًا بأنّ المعرفة لا تنمو سوى بالحرية والحجر عندنا سواء هنا أو في الكورة أو في أي مكان من هذا المشرق ينطق بهويتنا وفكرنا، والجامعة يفترض بها أن تنطق وتعبّر عن ذاتيتنا وهويتنا".  
بعد خمس سنوات نشتاقه وتبقى وصاياه منارة لنا. فالمسيح وكما كان يردد لم يولد في نيويورك أو روما أو باريس، المسيح ولد هنا وعاش فيما بيننا وأكل معنا ومات في القدس وقام في القدس. وكأنه كان يقول محافظتكم على هذا التراث العظيم والهوية الأصيلة محافظتكم على المسيح يسوع نفسه وهو مشرق المشارق. 
رحمه الله، ونشتاقه في هذا الزمن لنتذكر بأن لنا منارات لا تزال تضيء على الرغم من الغياب، والبطريرك الراحل الحبيب منارة تضيء ليلنا في لحظات الظلم والظلام، هذا هو الرجاء وبه نتعزّى ونستمر.... 

بقلم جورج عبيد

حبيبنا وسيدنا غطاس 

الشكر من القلب على رسالتك عن الراقد الكبير الذي حمل السيد في قلبه حياة وما بعدها 

شكرا لك لانك ارجعتني صغيرا ابن ثمانية سنوات يحن الى والد رعاني برأفة الخالق ، الى معلم علمني ان أكبر عمرا بطاعة الرب وان استرشد خطاي على دروب السيد . 

اشعر الان بحنانه وهو يدلف الى سريري في مدرسة كلية البشارة الارثوذكسية  

ليطمئن قلبه اننا ننعم بالهدوء ونحن نيام مع رفاقي . هو قديس لم يطوب بعد وهو أب أهدى الكثير من الاباء معنى الابوة  

لم يتزوج ولكن الله اهداه عائلة كبيرة 

من مؤمنين كان لها راعيا صالحا  وترجم وصايا ربنا يسوع أفعالا بعطائه تذكرنا بأن غيابه عنا يعلمنا ان من يخطو خطاه لا بد وأن يكون في جوار الرب  

ايها " القديس أغناطيوس الرابع هزيم " صلي لاجلنا ومن أجل من لبث ثوب الكهنوت ولم يكن له مستحقا  

ليكن ذكرك مؤبدا يا معلمي  

حنا شلهوب ( دوما- لبنان) 

في الذكرى الخامسة لانتقال المثلث الرحمات البطريرك المعلم أغناطيوس الرابع 

لفتني عدد الأشخاص الذين استذكروا عبر صفحاتهم ذكرى انتقال المثلث الرحمات البطريرك أغناطيوس الرابع؛ وإن دل هذا على شيء، فذلك لأن الأشخاص العظماء يستذكرهم التاريخ دوماً لمناقبهم وأعمالهم وإنجازاتهم وسيرة حياتهم. ففي الكنيسة نستذكر إلى اليوم حياة وجهاد الرسل والقديسين والشهداء كي نقتدي بسيرة حياتهم ونتعلم من تجاربهم، فتكون لنا بوصلة تساعدنا على الدخول في حياة الشركة مع المخلّص والتنعم بحياة الملكوت في يوم الدين. 
يعجز قلمي عن كتابة من هو البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم لأنني سأترك ذلك لمن هم أقدر مني على التعبير اللغوي، ولكنني سأتكلم عنه كشخص عاشره وعمل تحت إدارته وتوجيهاته لسنوات طوال أكسبتني الكثير مما أنا عليه الآن. فعشرة البطريرك أغناطيوس الرابع تغنيك عن قراءة موسوعات من الكتب لترتشف منها بعض العبر والحكم. مع البطريرك أغناطيوس تكتسب كل شيء مجاناً. الكثيرون تكلموا عن بساطته وتواضعه وحكمته وعفته وفكره ورؤيته لكنيسة أنطاكية التي أودعه الله خدمتها، ولكن القليلين يعرفون عن كثب شخصية البطريرك الإنسانية التي قلما تحدث عنها الناس. فقط الذين سنحت لهم الفرصة بأن يعملوا إلى جانبه يستطيعون التكلم عنها، وأسمح لنفسي في ذكرى انتقاله الخامسة أن أنقل للقراء حادثة من عشرات الحوادث المحفورة في ذاكرتي والمسجلة في مدوناتي والتي تخص فكر أغناطيوس الرابع في المدارس الأنطاكية البطريركية وغيرها من المدارس التابعة لأبرشيات الكرسي الأنطاكي. 
كانت المدارس الأرثوذكسية في دمشق وريفها من أولويات اهتمام البطريرك حين اعتلى السدة البطريركية، فكان يؤمن أن المدرسة هي المكان الذي يعزز العيش المشترك بين كافة مكونات المجتمع والمكان الذي يعزز دور الكنيسة الاجتماعي والخدمي في المحيط التي تعيش فيه. لم يكن يؤمن بأن المؤسسة الأنطاكية يجب أن تكون حكراً على أبناء الطائفة دون سواها أو على طبقة اجتماعية دون سواها لأن غاية وجودها أن تكون للجميع وفي خدمة الجميع. لم يكن الربح المادي هو الغاية بل قيمة الخدمة التي تقدمها المؤسسة للإنسان. فمدارسنا التعليمية لم تكن رابحة في معظمها وكانت دوماً تعاني من عجز مادي تقوم البطريركية بتغطيته، ذلك أن الأقساط المدرسية كانت قليلة وتتناسب مع ذوي الدخل المحدود لمعظم أبناء الطائفة، بالرغم من أن المدارس التابعة للطوائف كانت تعتبر مدارس خاصة، إلا أنها كانت بحكم المستولى عليها، وعليها أن تنفذ تعليمات وزارة التربية الخاصة بهذه المدارس. 
أمام فتح الباب لإنشاء المؤسسات التعليمية الخاصة في سوريا مؤخراً، فُتح الباب أمام المدارس التابعة للكنائس بتطوير مؤسساتها التعليمية والتوسع فيها والسماح بإنشاء فروع لتلك المدارس خارج منطقة دمشق القديمة التي كانت تحتضن العديد من المدارس الخاصة إلى يومنا هذا، فما كان من البطريرك الراحل إلا أن وضع مشروع توسيع مدرسة الآسية البطريركية العريقة، الكائنة إلى جانب البطريركية في منطقة طالع الفضة، ضمن أولويات المشاريع البطريركية. فقامت اللجنة المكلفة من غبطته لهذه الغاية بشراء قطعة أرض بمساحة عشرين دونماً خارج دمشق، لتتسع المدرسة لأكثر من ألفي طالب؛ وبالتوازي مع شراء تلك الأرض قام غبطته بإعطاء البركة ببناء المدرسة الجديدة لمدرسة ميتم دير سيدة صيدنايا البطريركي بسعة ألفي طالب. قامت جامعة الألبا التابعة لجامعة البلمند بوضع التصاميم الهندسية لمدرسة الآسية الجديدة على أساس بناء نموذجي صديق للبيئة ليحقق أعلى معايير التعليم الأكاديمي والفني والاجتماعي، وكنت أتابع مراحل التصميم مع المهندسين المكلفين بالتصميم. وقد استطاع صاحب الغبطة الحصول على الترخيص اللازم بهدف البدء بأعمال البناء، وقُدرت آنذاك بمبلغ سبعة ملايين دولار والتي لولا اشتعال الأحداث في سوريا لكان لدينا اليوم أجمل وأعرق مدرسة تعليمية في المنطقة، إن كان من حيث التصميم أو من حيث الأداء التعليمي. بالتوازي مع هذا الموضوع، تم البدء بأعمال بناء مدرسة ميتم سيدة صيدنايا الجديدة التي وُضعت قيد الاستثمار بسرعة قياسية واسُتكملت أعمال البناء فيها مع تسارع الأحداث في سوريا، إذ قام الدير والبطريركية بتوفير الأموال اللازمة لأعمال البناء إلى جانب عدد من المتبرعين للتجهيزات التعليمية؛ وتُعتبر اليوم من أهم المدارس التعليمية في سوريا من حيث جمال البناء وخدمة التعليم .  
المهم في هذا الموضوع ليس شرح مراحل التصميم والبناء .. فعندما قمنا بإعداد دراسة جدوى اقتصادية لمدرسة الآسية الجديدة، تبين أن قسط الطالب السنوي يجب أن لا يقل عن مئة وخمسين ألف ليرة سورية، أي مايعادل ثلاثة آلاف دولار أميركي حينذاك، كي تقوم المدرسة بتغطية نفقات التعليم والصيانة والتطوير والتجهيز. عندما تم عرض الموضوع على صاحب الغبطة، كان قسط التلميذ في بقية المدارس التابعة للبطريركية لايتجاوز في أفضل حالاته العشرين ألف ليرة سورية، اعترض بشدة على الدراسة، قائلاً حينذاك: 
" نحن لانقوم ببناء مدرسة لفئة من أبناء الكنيسة أو المجتمع . عدالة التعليم هي هدف والأقساط المدرسية يجب أن لاتكون مغايرة لبقية أقساط مدارسنا فلا تمييز بين طالب وآخر حسب المقدرة المادية للأهل ".  
كان جوابنا حينذاك بأن المشروع خاسر، فكيف ستستطيع البطريركية أن تغطي عجزاً مادياً كبيراً كون الاستثمار سيفوق بأضعاف واردات الأقساط المدرسية ... فكان الجواب : 
" هذا ليس مسؤوليتكم بل هو مسؤوليتي ، ليس عليكم أن تهتموا بالمال عليكم أن تباشروا بالعمل ".  
طلبنا توضيحاً عن تكاليف المشروع ومن أين سيتم تأمين المال، ذلك أننا متى باشرنا بالعمل لن نستطيع التوقف، كونه سيكون هنالك مسؤوليات أمام المتعهدين... إلخ، فكان جواب غبطته :  
" لاتهتموا بالتكاليف، فهذا آخر شيء نفكر فيه. باشروا بالعمل وسيتم تأمين المال ".  
تسارعت الأحداث في سوريا ولم نباشر بالبناء، فقد كان القرار بالتريث حكيماً آنذاك؛ وأرجو أن يرى هذا المشروع النور على عهد غبطة البطريرك يوحنا العاشر، أطال الله بعمره وأخذ بيده، خاصة في هذه المراحل الحرجة التي تمر بها البلاد والكنيسة .  
الخلاصة :  
لم يكن في فكر البطريرك المعلم أن يبني مؤسسة لشخصه أو بهدف الربح؛ فكثير من الطلاب الذين درسوا في المدارس البطريركية لم يسددوا أقساطهم المدرسية ولم نسمع عن طالب طُرد أو لم يُعطى جلاءه المدرسي أو أُهين أمام زملائه، بأنه لن يحصل على الكتب المدرسية أو اللباس المدرسي بسبب عدم سداد القسط المدرسي المتوجب عليه ... فالحفاظ على كرامة الإنسان كانت من أهم ماكان يعلّم به البطريرك والمعلم هزيم؛ فتعليم غبطته لم يكن مقتبساً فقط من لاهوتنا الكنسي بل أيضاً من خبرته الشخصية في الحياة ، فكثيراً ما كان يستشهد بمواقف حياته الشخصية والتجارب التي مر بها التي صنعت منه هذا الإنسان العظيم ... 
هذا غيض من فيض وللحديث بقية...  
فليكن ذكره مؤبداً .... آمين (سامر لحام 04/12/2017) (11:06 PM ) 

اليد الدافئة التي تمنح البركة ... 
وهي القوية التي تمسك بيد الضعيف ... 
والتي ترتفع إلى فوق لتنادي الخالق ... 
من أصعب لحظات عمري أنها كانت باردة على شفاهي عندما ودعتك 
ونظرت لجسدك النظرة الأخيرة 
المثلث الرحمات إغناطيوس الرابع هزيم / اذكرنا بصلواتك أمام الكاهن الأعظم . 
كنت سيدنا ومباركنا ، أباً ، ومربياً . 
تمضي السنوات وقد أصبحت خمس ... 5/12/2012 
أشكر من زودني بهذه الصورة / الصورة من يوم رائع لن أنساه ما حييت . 

المسيح قام ... حقاً قام 

عصام مباردي 03/12/2017 

مرت سنين ولسه الحنين متل ماهو 
اشتهيت ارجع من غربتي زورك بالبطركية الصبح وزور بابا بالبيت  

مرت سنين ولسه الناس بتتذكرك وبتترحم عليك 

البطرك اللي واقف كل وقت الصلاة مع الشعب عم يقرا ويرتل 

لهجة محردة الغالبة عا كلماتك  
مع انك خريج بيروت وباريس  

هضامة الردود وبساطتها وعمقها  

كنت النا مدرسة كاملة 

صليلنا يا سيدنا 

https://www.facebook.com/lillo.kh/videos/10154922507097601/ 

مارينا رزق 30/11/2017